تسببت المخاوف بتعثر النمو الاقتصادي العالمي جراء فيروس كورونا في احداث اضطرابلأسواق السلع مرة أخرى اليوم الاثنين، حيث هبطت أسعار النفط والمعادن في حين ارتفع الذهب باتجاه1700 دولار للأونصةفي ظل اقبال كثيف من المستثمرين على أصول الملاذ الآمن.
ومن المحتمل أن يتسببفيروس كورونا في خسائر مالية أكبر من فيروس السارس، في الوقت الذي ينتشر فيه الفيروس القاتل على نطاق واسع خارج الصين ويزيد من خطر حدوث وباء عالمي، يقول رؤساء المالية ومحافظو البنوك المركزية في أكبر الاقتصادات في العالم إنهم يرون أن مخاطر الهبوط لا تزال مستمرة على سوق الفوركس والأسهم.
مما أثارتحذيرات جديدة في أسواق السلع التي بدأت في الانتعاش من أدنى مستوياتها التي بلغتها في وقت سابق من هذا الشهر، عندما قامت الصينبإغلاق العديد من مدنها ونتج عنه وضع سلاسل الإمداد في حالة من الفوضى والارتباك، ومع خفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي وتحذيره من أنه ينظر أيضًا في المزيد من السيناريوهات “المخيفة”، يشعر المستثمرون بالقلق من أن الأمور تزداد سوءًا خاصة الطلب على المواد الخام.
النفط يتراجع مع انخفاض معدلات الطلب
لا يزال سوق النفط يشعر بالقلق إزاء معدلات الطلب خاصة أن الصين تعد أكبر مستهلك للنفط في العام، بينما الأمور تبدو جيدة بالنسبةللذهب الذي سجل مستويات قياسية جديدة.
قاد النفط الخسائر يوم الاثنين متراجعا أكثر من 3 ٪، حتى يوم الجمعهالماضية كان خام برنت في أطول مكاسب يومية منذ أكثر من عام بفضل التحفيز المالي الصيني والتهديدات الجديدة للإمدادات من إفريقيا وأمريكا اللاتينية.
من الواضح أنه خلال الأشهر القليلة المقبلة سيتأثر الطلب الصيني على النفط بشدة بسبب فيروس كورونا،وليست الصين وحدها فقط هي المتأثرة بل العالم كله،ويتوقع بنك باركليز أن يرتفع الطلب العالمي على النفط بمقدار 1.4مليون برميل يوميًا (في عام 2019 ارتفع بمقدار 500000 برميل يوميًا)، ومن المحتمل أنيأتي معظم الطلب الإضافي من الهند وأمريكا اللاتينية.
هناك بعض العوامل الإيجابية التي يمكن أن تعزز أسعار تداول النفط خلال هذا العام، وهي تخفيضات التعريفة الجمركية بين الولايات المتحدة والصين، وتم التوقيع على اتفاقية التجارة للمرحلة الأولىولكن علينا الانتظار حتى يتم احتواء انتشار الفيروس لكي نرى التأثير الكامل لها.
كما أن خفض إنتاج أوبك والذي يمكن تمديده في الاجتماع المقبل في آذار/ مارس يمكنه دعم الأسعار، التوترات في الشرق الأوسط أيضًا ستعمل على استقرار أسعار النفط، حيث انهار إنتاج النفط الليبي بسبب الحصار المفروض على محطات التصدير من قبل قوات الجنرال حفتر.
الذهب يرتفع عاليًا مسجلًا أعلى مستوياته في 7 أعوام
أما بالنسبة للذهب فإنه يتألق بشكل كبير في الفترة الراهنة، تحت تأثير التوقعات بأن استمرار انتشار الفيروس سيؤدي إلى ابطاء الاقتصاد العالمي والطلب على الطاقة والمعادن الصناعية، كما أن المخاوف من حدوث وباء عالمي سيزيد من تدفق المستثمرون على الأصول الآمنة.
ارتفع الذهب يوم الاثنين إلى 1676 دولار للأونصة مسجلًا أعلى مستوى في سبعة سنوات، في طريقه إلى مستوى الدعم النفسي 1700 دولار للأونصة، في حين هبطت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لآجل عشر سنوات إلى 1.4% مسجلة أدنى مستوياتها منذ عام 2016، كما سجلت عوائد سندات الخزانة لآجل 30 عام أدني مستوياتها على الإطلاق إلى1.8%.
تصاعدت حدة المخاوف في الأسواق العالمية بسبب انتشار فيروس كورونا في أكثر من 30 دولة في الآونة الأخيرة بما في ذلك كوريا الجنوبية وإيطاليا وإيران وتسبب في حالات وفاة في كل منهما، وقامت إيطاليا بإغلاق عدة مدن لديها، مما أثار المخاوف من احتمالية تفشي وباء عالمي، ودفع الأسهم إلى الهبوط وسط عمليات بيع حادة في وقت مبكر اليوم الاثنين.
على ما يبدو أن الذهب قد دخل منطقة نمو على عكس السلع الأخرى، حيث يستفيد بالفعل من أزمة فيروس كورونا، ومع تزايد حالة عدم اليقين في الأسواق الأخرى يلجأ المستثمرون إلى الذهب كأصل ملاذ آمن، كما ستظل أسعار الفائدة ضعيفة للغاية أو سلبية (وبالأخص في منطقة اليورو واليابان) خلال العام الحالي، لهذا السبب من الممكن أن يستمر الذهب في كونه واحد من أفضل السلع أداءً في 2020.