لقد وجد العلماء أن فئة واسعة النطاق من المحتمل أن تكون ضارة من المواد الكيميائية الصناعية تتراكم بسهولة في حليب الثدي البشري ويمكن ان تصل الى مستويات مقلقة في الأطفال الرضع الذين يرضعون الثدي.
المواد الكيميائية , والتي تدعى المواد الكيليت المشبعة بالفلور وهي غير منظمة بشكل كبير, وتستخدم في المنسوجات والملابس المضادة للماء والدهانات وبعض تغليفات المواد الغذائية. في الآونة الأخيرة , وجدت دراسة مستقلة أن هذه المواد يمكن أن تسبب السرطان, وتتداخل مع جهاز المناعة والتناسل في الحيوانات المخبرية.
عندما تدخل هذه المواد إلى البيئة, تتعلق بالبروتينات التي في الحيوانات و يمكن أن “تتراكم” في السلسة الغذائية, هذا يعني أن الحيوانات في قمة السلسلة الغذائية , مثل البشر والأسماك الكبيرة, يمكن أن تتراكم مستويات عالية في أجسامهم. بالنسبة للرضع حليب الثدي غني بالبروتين وبذلك يكون المصدر الأساسي للتعرض لهذه المواد الكيميائية.
في دراسة جديدة, العلماء في جامعة هارفارد وفي مدرسة تشان للصحة العامة في بوسطن والمؤسسات الدنماركية وجدوا أن الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية تركيز هذه المواد الكيميائية في دمائهم بنسبة حوالي 20 إلى 30 بالمئة كل شهر.
الأطفال الذين رضعوا جزئيا رضاعة طبيعية ايضا تأثروأ ولكن بشكل أقل. وكما وجد الباحثون أيضا , الزيادة في مستويات المواد الكيميائية مع مرور الوقت , في بعض الحالات في نهاية الرضاعة الطبيعية وجدو ان هذه الماده توجد في دم الأطفال في مستويات تفوق وجودها عند أمهاتهم.
ومع ذلك شدد العلماء, أن حليب الثدي لا يزال هو أصح غذاء للأطفال الرضع , ويشجعوا الأمهات على الرضاعة الطبيعية,
وشملت الدراسة 81 طفلا ولدوا في جزر فارو, دولة في شمال المحيط الأطلسي , تقع على منتصف المسافة بين النرويج وأيسلندا , معظم التعرض لهذه المواد الكيميائيه في جزر فارو يأتي من المأكولات البحرية.
وقال الدكتور فيليب جراندجين من جامعة هارفارد الذي قاد هذه الدراسة أن الأمهات الجدد في أمريكا الشمالية لديهن مستويات من هذه المواد في حليب الثدي مماثلة لتلك المواد الموجودة عن الأمهات في جزر فارو.
وفي كثير من البلدان, بما في ذلك الولايات المتحدة , حدت بشدة من استخدام نوعين من هذه المواد – حامض مشبع اوكتاني وسلفونات فلورو واوكتان المشبع بالفلور- بسبب وجود أدلة تشير إلى أن هذه المركبات قد تسبب السرطان وتعطل الهرمونات.
بعض الباحثين الذين عملوا على الدراسة الجديدة, بمن فيهم جراندجين , وجدت أن التعرض لهذه المواد في نفس المجموعة من الأطفال في جزيرة فارو كان مرتبطا بنقص التطعيمات الروتينية , مما يشير إلى أن هؤلاء الأطفال معرضين للخطر في جهاز المناعة , وقال جراندين ان تركيز هذه المواد الكيميائية في الدم لهؤلاء الأطفال يمكن أن يعد آمنا وفقا لمعايير وكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة.
إلا أن وكالة حماية البيئه لاتستجيب لطلب علوم العيش للتعليق على الدراسه الجديدة . في يناير 2015, اقترحت الولاية أن اي شركة تنوي استخدام هذه المواد الكيميائية المشبعه مثل هذه المادة المشبعة بالفلور , بحيث يمكن تقييم استخدامها , واذا لزم الأمر اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنعها أو الحد من نشاطها.
اظهرت دراسة جديدة ايضا أن مستوى هذه المواد المشبعة بالفلور ألكيل في الرضع تنخفض ببطء بعد توقف الرضاعة الطبيعيه ,
وقال جراندجين ولكن هذا قد لا يكون الأمر كذلك بالنسبة للأطفال الأمريكيين , إذ يأتي التعرض من جديد لهذه المادة الكيميائية من خلال المطر والسجاد والمنسوجات الأخرى الشائعة في الولايات المتحدة.
الأعضاء الآخرين في الفريق العلمي هم من جامعة كوبنهاغن، وجامعة جنوب الدنمارك ومنظومة مستشفى جزر فار.
عذراً التعليقات مغلقة